الكلام "الذي" يـموت !!
” الساخر كوم ”
في دفتر الأرض ،
الغيمة محبرة أنهكها جفاء الصيف
فجاءت تبوح على “سطر/ صدر” الشتاء !
تهتز الأشجار ،
كيهود يرتلون التوراة أمام حائط المبكى
فـتهتز في صدري “سدرة”
وتهاجر عـصافير !!
ولأنني أردت
أن يبقى شيء مني بعد أن أرحل … كتبت !
ولأنني لم أكن صادقا بما يكفي
ما زلت حيا ،
وكل الذي كتبته مات !!
وتنسكب محبرة الليل
على ورق صدري
وتمطر عيناي عطشا
ويزهر على “أهداب” قلبي كلام ،
ويذبل على أعتاب الحنجرة !
فــأكتب على هامش العمر والدفتر :
” إن الحياة هي في الحقل الممتد ما بين القلب والحنجرة ،
وكل ما سوى ذلك هشيم ومقبرة !! “
( حنجرتي صحراء لم تطأها خفاف العيس
ولا وجدوا لها ذكرا في كُتب الرحالة ،
وقلبي قصيدة سقطت من ديوان شاعر أندلسي )
وما زال في صدري كلام ،
بعضه جديد وأكثره من أعوام !
والكلام ينبت في القلب ،
والقلم جسر بين القلب والناس
ونحن حين نكتب نفتح لهم صدورنا ،
فيعبرون على أقلامنا
إلى “دكاكين” أعمارنا
ويقومون “بالتبضع” والــشراء !
وحين يخرجون يتحدثون عن الإضاءة ،
ونظافة البلاط !
وحين أكتب ،
ينكسر في السّاعد عظم
فـيستقيم في القلب وزن .. واستعارة !
وحين أكتب
أعرف “طعم” العلاقة
بين السيف واللحم
وكيف يولد المعنى وتموت العبارة
حين ينزُّ الدم !
وحين أكتب ،
أبتهل وأصلي للرب
كي ينفجر في فؤادي
ينبوع ضوء
يتصالح الشيء والفكرة
يخاصر المكان الأزمنة
ينحبس الظل
وتنطلق الصورة !!
أصلي للرب ..
كي تصبح اللغة ملاذي الآمن
وكهفي الأخير
تُثمر الحروف
يُعشب المجاز
وتعود إلى صدري
كل القوافي المهاجرة
أسـرابا أسـرابا
تضع مناقيرها
في عناقيد قلبي ،
ترتفع ستارة الضباب
وتشرق الرؤيا !!
وما زلت أحيا ،
وأكتب ..
وما زال كلامي يموت !
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق