"رحلة" .. الشتاء والصيف !
” الساخر كوم ”
سيكون هذا الشتاء باردا وموحشا ،
صحيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
ولكنه دون خبز يموت !
دلسوا علي في جلسة سمر فـبعتهم المعوذتين بقصيدتين مستعملتين من سوق عكاظ ، أصبحت بدون جدار أمني ، فأخذت تتلاعب بي الشياطين وتخوفني من الليل والشتاء !
وأنا لا ألوم الشياطين ولا ألوم الشتاء ،
وأذكر أنه كان لدي كلام لأقوله فنسيته ، لكنه لم ينساني !
تعلقت بطرف ثوبه حرف عطف “وتسول”
رجوته أن ينساني ، أو أذكره فأخبرني ..
” أن ما تحت الكعبين في النار”
فطلبت منه أن ..
( يكتب مرثية في المواقد
فـكيف نُشعل أغصان الكلام
والحروف مبتلة ؟ )
نــعم ..
أنــا ذلك الرجل
الذي وقع معهم اتفاقية “الدفء مقابل الغذاء”
وحصل مقابل ذلك على رغيف “وولاعة”
وحين عاد إلى غرفته وجد على الوسادة علامة استفهام :
( الدروب التي توصلنا لمنازلنا ، من يوصلها لمنازلها ؟ )
فخرج هائما على حزنه يبحث ..
من أين تنبع الدروب ؟ وأين ينتهي فيها المصب ؟
وما لذي يمكن عمله كي لا تذبل الخطى بعد أن تجف ضفاف “الشوارع” ؟!
نــعم ..
أنا ذلك الرجل
الذي نادى في الناس ، وحين اجتمعوا من حوله وأراد أن يحدثهم عن رحلتي الشتاء والصيف ، طارت عصافير الكلام من أغصان ذاكرته ، ونبت على لسانه الـعشب !
ولا وكيع في المدينة يشكو إليه سوء حفظه ، فصلى لله ركعتين وسأله أن تعود العصافير لأعشاشها .. وينفض الناس من حوله !
أحاول ..
“زراعة” قصيدة حرة في تربة جاهلية
يتيبّس جريد القوافي .. وينتحر”عذق” القصيدة !
أحاول بـما تيسر من غرق إنتاج “قصيدة أنابيب”
تختنق الشوارع زحافا وعلل .. تموت المدينة !
فأحاول الكتابة على سبورة القمر “ذكرى” وقصيدة شعبية لــ سعد الحريص
فتقوم الحكومة بإطفاء القمر ..!
ويعلن في الجريدة الرسمية أن القمر عليه فاتورة كهرباء لم يقم بسدادها فتم فصله عن الخدمة !
تبتسم النجوم ..
تسحب غطاء الليل وتنام ،
بعد أن تحكي لها الريح حكاية !
لا يغضب أحد من سكان حارتنا ولا يجتمعون في الشارع لـشتم الحكومة ، رغم أنهم يفعلون ذلك لانطفاء عمود نور قديم في الحارة .. لكن القمر لا بواكي له !
وفي غياب القمر تكتب قصائد في “عربسات”، ويفتي الإمام أن الضرورات تبيح المحظورات فلا بد للناس من قمر ولو اصطناعي !
أشعر أن القمر لم يكن سوى قطعة جبن تأكلها الفئران كل ليلة ،
وحين تنتهي الفئران من وليمتها يرجع القمر جديدا … وتموت الفئران !
أشعر أن ..
صدري بئر قديم
قلبي دلو
الناس .. “عقيلات” وقوافل
وجروحي حجارة !
أشعر أني سطر شعر ..
كلام منسي في دفتر
لـمراهقة تزوجت وغادرت منزلها ومدينتها ، وأصبح لديها أطفال ولم تعد تقرأ شعرا ولا تحتفظ بدفاتر !
تفعيلة مرمية على شواطئ بحور الخليل
مجرد تواريخ في كتاب البداية والنهاية لـ غازي القصيبي وجاء في ترجمتي :
ولـِد في ليلة صيف ..
كان يأتي إلى العمل متأخرا
يتغيب أحيانا .. ويتذمر كثيرا
لكنه ككل العبيد الجدد … يأتي !
يتعامل مع القهوة كـوطن وأكثر !
يحب رائحة الورق ..
يزعم أن بينه وبين الدروب صلة رحم ، لذا يحاول كل ليلة إيصالها إلى منازلها !
وفي الجملة كان “ضعيفا” مولعا بالغريب ومخالفة الثقات ورواية المناكير !
( مات في ليلة شتاء .. دون أن يمشي في جنازته أحد حتى هو فقد كان في نوبة عمل )
أنفض غبار الكلام عن قلبي .. وشفاهي
ينبت الملح على أجفاني
تترمد المسافة عند عتبة أقدامي
يتخثر الدم في أوردة ساعتي
ويموت قلبي .. حسب تقويم أم القرى !
( دون أن يخبره هو الآخر أحد فقد كنا جميعا – حتى أنا – في نوبة عمل! )
ينكسر وزن الحقيقة
وتتطاير الشظايا أخيلة وصور
تفلت ترنيمة النص من دفتري ،
وتصبح الكلمات باهتة ورتيبة
كتواقيع الحضور والانصراف
كوقع خطى العابرين/الغابرين !
افتَح أبواب الليل والنوافذ
أخبِرِ الشتاء أن لا ينتظر
وأخبره أن يأتي كله
كل المواقد أعلنت استقالتها
بالخبز يحيا الإنسان .. وبالخبز يموت
ليس ثمة مكان آمن !
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق