” الساخر كوم ” لن أذهب هذا اليوم .. سأتصل وأخبرهم بذلك ! كلا ، لن أتصل ! فأنا لست مسئولا عن الأرقام السرية لسلاح نووي ! يجب أن أتوقف عن إعطاء الأمر كل هذه الأهمية ! فقط عد إلى النوم وتأكد أن هذا العالم سيستمر تماما كما لو كنت مستيقظا ! وأنك لن تصلب لغيابك عن العمل دون عذر ! كانت هذه الأفكار التي تراودني وأنا على سريري ، بعد أن أيقظني أسوء وأقبح شيء في غرفتي .. المنبه ! ومثل ما ينتهي دوما هذا الحوار الغبي بيني وبيني ، ارتديت ملابسي ، ووضعت من العطور ما يكفي لكي أحتل أنوف الآخرين ! وأدرت محرك السيارة ، وجلست أحدق في بيوت شارعنا التي ليست مضطرة للذهاب إلى العمل .. ! حتى رأيتها تخرج ! مرتبكة ، خائفة من شيء ما لا تعرفه ، لكنها تشعر به ! قدمها بالكاد تلمس الأرض ، كأنها تخشى من البلل ! تخطو خطوة ، ثم تعيد النظر إلى هناك .. إلى الباب الموارب ، حيث الكف التي تشير إليها بالتقدم لأنه لا بد من ذلك ! كانت خطوتها الصغيرة تقص شريطا جديدا من أشرطة العمر! وضعت قدمها على عتبة الحافلة ، وكانت اللحظة الفاصلة بين كل الأشياء التي تعرفها ، وبين العالم الجديد ..! حيث الوجوه والأسماء التي ليس من بينها وجه الج
” الساخر كوم ” اسمي محمد – هكذا أخبروني – وأنا لا أصدقهم ، ولا شيء يدفعني لتكذيبهم الأمر لا يعنيني .. فأنا دائما معي ، ولا أحتاج أن أناديني ! ثم إن “الأسامي كلام شو خص الكلام” ، أو كما قالت فيروز ! وفيروز عجوز نصرانية تؤمن أن لله ولدا صلبه ليخلص الناس من خطيئة أبيهم الأولى وهي تحب الرسول بولس وتوما المتشكك ، ولا يعني لها شيئا الصديق ولا عمر ! ونحن نستمع لها ونسميها “صوت الصباح” ، والقرآن صوت العشر الأواخر من رمضان ! وحين أحدث الناس بمثل هذا يقرعونني ويسخرون .. من أعرابي غليظ ما زالت إبل جده ترعى في “نفود” صدره ، يستمتع بخلع “أتيكيته” كل ما اشترت المدينة علبة مكياج جديدة ، ويرى في”نزول” المطر قيمة وأهمية أكثر من “طلوع” البورصة ! أخبروني أن الموسيقى غذاء الروح ، ترنيمة الكون .. حدثوني عن الحق ، الخير، والجمال الذي ليست له عقيدة ولا يعترف بحدود فالعصافير ليس لديها جوازات سفر، ويطرب لها البوذي واليهودي وأهل مكة ! أهدوني روايات أحلام مستغانمي وجابرييل ماركيز … وطلبوا مني أن أقرأ قصائد نزار ومحمود درويش ثلاث مرات عند الصباح وعند المساء ! وأن أشتري حذاء من ” ALDO” وقميصا من “ZARA ” ..! قالوا
” الساخر كوم ” العشب أبجدية المطر في دفتر الأرض ، الغيمة محبرة أنهكها جفاء الصيف فجاءت تبوح على “سطر/ صدر” الشتاء ! تهتز الأشجار ، كيهود يرتلون التوراة أمام حائط المبكى فـتهتز في صدري “سدرة” وتهاجر عـصافير !! ولأنني أردت أن يبقى شيء مني بعد أن أرحل … كتبت ! ولأنني لم أكن صادقا بما يكفي ما زلت حيا ، وكل الذي كتبته مات !! وتنسكب محبرة الليل على ورق صدري وتمطر عيناي عطشا ويزهر على “أهداب” قلبي كلام ، ويذبل على أعتاب الحنجرة ! فــأكتب على هامش العمر والدفتر : ” إن الحياة هي في الحقل الممتد ما بين القلب والحنجرة ، وكل ما سوى ذلك هشيم ومقبرة !! “ ( حنجرتي صحراء لم تطأها خفاف العيس ولا وجدوا لها ذكرا في كُتب الرحالة ، وقلبي قصيدة سقطت من ديوان شاعر أندلسي ) وما زال في صدري كلام ، بعضه جديد وأكثره من أعوام ! والكلام ينبت في القلب ، والقلم جسر بين القلب والناس ونحن حين نكتب نفتح لهم صدورنا ، فيعبرون على أقلامنا إلى “دكاكين” أعمارنا ويقومون “بالتبضع” والــشراء ! وحين يخرجون يتحدثون عن الإضاءة ، ونظافة البلاط ! وحين أكتب ، ينكسر في السّاعد عظم فـيستقيم في القلب وزن .. واستعارة ! وحين أكتب أعرف
تعليقات
إرسال تعليق