سمان.. يتبعهن عجاف

” الساخر كوم ”

أتكلم / أكتب هنا .. وفي فمي من الماء ما يكفي لجعل ” تسونامي ” في نظري .. مجرد فقاعة صابون !
المسألة استقلالية اقتصادية واتساع قطر الرغيف .. إضافة إلى الوطنية ( آخر صرخة في الحرب على الإرهاب ) ، دعك من كل هذا وتعال معي نحاول فك الطلاسم ، وأعدك لن ألعب در البطل !

تناقلت وسائل الإعلام بنهم وشهية مفتوحة تصريح وزير الخارجية السعودي ” سعود الفيصل ” ، والذي كان على غير المعتاد واضحا ومباشرا تجاه الزحف الإيراني على بغداد ، فقد عبر التصريح عن قلق عميق تجاه الميليشيات المدعومة إيرانيا إضافة إلى التهميش المتعمد للعرب السنة ( المسألة ليست تهميشا .. ببساطة استئصال شأفة لا أكثر ! ) .

وبما أن لكل فعل رد فعل ، انبرى وزير الداخلية الـ … ( في الحقيقة لا أعرف إلى أين أنسبه فلا هو بـعراقي ولا هو بأمريكي ولا هو بـتركي ) للرد على هذه التصريح ، فتحدث عن البدو والجمال وقيادة المرأة للسيارة ودكتاتورية الأسرة والطائفية ، تصريح أشبه مايكون بصحن معصوب من ” قرموشي ” أو ” كشري ” على الطريقة المصرية ، غلبة الكم على الكيف وحشر كل ما يمكن حشره !

لسعود الفيصل رجاله ووسائل إعلامه والرد على ” صولاغ ” لن يعييه ، والدفاع عنه ليس واردا هنا ، لكن في الحقيقة حشر ” البدو “في الحرب الكلامية بين سيادة الوزيرين لم يرق لي ، بصفتي أحد أبناء ” نجد ” ولأن جدي كان يركب الإبل ، ويغتبق من حليبها ويصطبح !

قد لا يجيد البدو لبس ربطة العنق كما يفعل المستر ” صولاغ ” ، ولا الدبلوماسية ، بل حتى قيادة السيارة داخل المدن ، لكن البدوي يفضل أن يسلخ وجهه أو يصلب وتأكل الطير من رأسه على أن يدنس عرض شريفة أمامه ، أما المستر ” صولاغ ” فـيشرف بنفسه على هتك أعراض المسلمات تأكيدا لمبدأ المساواة بين المرأة والرجل على الطريقة الأمريكية !

من نافلة القول الحديث عن الدور الإيراني المتنامي في العراق بدءا من ” بابا النجف ” مرورا بـأسد
المرحلة مؤسس فيلق بدر ( مؤسس فيلق بدر يلعن ويكفر من قاتلوا في غزوة بدرويؤسس فيلقا باسمهم ، لعبة شيعية قديمةجديدة تسمى ” التَقِيَّة ” ) ، انتهاء بالمراجع الكبار ” آيات الله العظمى ” ، ومن عادة المذهب الشيعي تفخيم وتضخيم المراجع بالألقاب وتمييزهم عن الناس بالملبس ، كي تكتمل الحبكة وتنضج الكذبة وتسبك الأسطورة فهؤلاء أنصاف آلهة !! وبينهم وبين الله نسب !! ومن لا يطيعهم فمأواه سقر ! لذا لا تستغرب هذه الطاعة العمياء العجماء من العامة في اتباعهم ولو ساقوهم إلى جهنم زمرا !
( لا يوجد مرجع عربي شيعي معاصر ، باستثناء فضل الله وكثير من مراجعهم يكفره ، معلومة قد تهمك ) .

عودا على بدء ( التصريح ) …

في نفس اليوم الذي صرح به ” عميد الدبلوماسية السعودية ” صرح أيضا ابن الشوارع الخلفية لـشيكاغو
و” صحاف ” الإدارة الأمريكية ” دونالد رامسفيلد ” محذرا ” خامنئي ” وتلاميذه من مغبة التدخل في جنوب العراق ( ليست محاولة للربط بيت تصريح الفيصل والرامسفيلد .. وإن شئت فافعل ، أما أنا فأراها محض صدفة !! ) .

ما رأيك أن نعود قليلا إلى الوراء ..
الأيام هذه الأيام ليس لها كلف بالبـقاء فهي أقرب للـجري منها للمشي ، فكأنها كانت البارحة !
كنت في دبي ، وكانت شاهقة ببناياتها التي احتقرت التراب وقررت مقارعة السماء ومناطحتها ، نعم كنت في دبي حين تم تحرير بغداد من أهلها !!
كان كل شيئ في دبي نابضا بالحياة .. وسائل النقل ، المقاهي ، الأسواق ، وحتى فتيات الاتحاد السوفيتي
السابق ! ( كل شيئ قابل للبيع في دبي حتى اللحم الحي !! ) .
كانت بي رغبة تلك الليلة للسخرية وتدوين الحِكم الحمقاء ..
يجب أن تسقط بغداد ، ليس هذا بزمانها و ” هارون الرشيد ” واراه الثرى .. ليس هذا زمانا للمُثل والأدب
هذا زمن السياحة .. زمن دبي ومحمد بن راشد آل مكتوم !! .

وكعادتنا .. نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا والآخرة متآخرة !! ، نسينا بغداد إلا ما تطالعنا به وسائل الإعلام من صور لأشلاء طفلة سلخت فروة رأسها بفعل قنبلة ذكية ، أو امرأة تنتحب الثرى تحت أنقاض منزل كان يختبئ به ” الإرهابيون ” حسب بيان الجيش الأمريكي ! أو مُسِن أعزل يسفك دمه في مسجد !
وفي اجتياح مدينة ” حديثة ” مثلا كان سماحة مفتي الديار مشغولا بفتوى تبين عدم جواز صفقةانتقال ” ياسر القحطاني ” من القادسية إلى الهلال ، وذلك لضخامة المبلغ .. لأهل حديثة رب يحميهم وهم عراقيون وأدرى بـشعاب أرضهم ولهم منا الدعاء والتعاطف الصادق ! أما ياسر فـ سعودي ويجب تبيان الأمر للأمة وإزالة الغمة ( بحمدالله القطاع الوحيد الذي نجحنا في سعودته .. الإسلام !! ) .
كان كل شيئ رائعا .. البترول في سباق محموم للمئة دولار ، المال فائض في ميزانياتنا ، سوق الأسهم جعلت الآلاف يطرقون نادي المليون ، الرواتب زادت .. والأمن مستتب !

لكن لا أعرف لماذا ..

يقين يملأ نفسي بأنها سِمان يعقبهن عجاف ، صدقني ليس حبا في الألفاظ ولا اتباعا لـهوى الحرف ، ولا رغبة في مخالفة واقع للفوز بلقب العبقرية ، المسألة أنني كل ما تدبرت في هذا الكون أشعر بالـذهول من دقته وانضباطيته ، كل شيئ محكم ودقيق حدا يصيبك بالـعجز !
ربما واحتمي خلف ربما ، أن لتصريحات سعود الفيصل علاقة بالأمر ، أو ربما لأن مدبر الأمرقد قال لنا (( إلا تنفروا يعذبكم عذابا شديدا ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا )) … صدقني يوما بعد آخر تترسخ القناعة ويتجذر اليقين .. من أعان ظالما سَلَّطه الله عليه !

كما وعدتك لم ألعب دور البطل ، لكن أنصحك أن تقرأ ما لم أكتبه ، كي تفهم ما أعنيه ، فالأمر كما أخبرتك … رغيف ، ووطنية ، .. تملآن الفم بالماء !

الشبّاك

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفر الخروج : العشاء الأخير !!

الكلام "الذي" يـموت !!

مرحبا .. أنا اسمي محمد !