حب على مقاس بني إسرائيل !
” الساخر كوم ”
لم يرحل أحد
ليس للغياب أثر
باختصار أبله .. ليس للحزن “طاري”!
لكنني أشعر بأنني حزين حتى العظم
وأن كل الكلام ،
غير كافي لوصف حنين شرفة
أو وحدة وحزن كرسي !
فيخبرني أن حزني وجودي
وغربتي كونية
فأخبره أنه لم يكن بحاجة لكل هذا الصدق كي يؤذيني
وأعلم أن حديثي عن “الإيمان”
مجرد كذب .. ورياء !
كان بنو إسرائيل في تيههم
حين اشتكوا لنبيهم موسى
أن ملابسهم أصبحت أقصر
فسأل الله لهم ،
فأصبحت ملابسهم تطول معهم
خلع بني إسرائيل تيههم
وأصبح لهم وطن
وما زال كذبنا وتيهنا
يكبر معنا كملابس بني إسرائيل !
وفي أساطير الإغريق أن الحقيقة جاءت عارية فحث الناس في وجها التراب ، وطلبو منها أن ترتدي ثيابها
ولم نكتفِ بما فعل الإغريق ،
فألبسنا الحقيقة نقاب وقفازات وطلبنا منها أن تقر في بيتها !
وتغويك الحقيقة مثل جميع الناس
فتحدثينني عن الحب ..
عن ذلك الطفل الانجليزي الذي قال :
“الحب هو حين ينطق أحدهم اسمك بشكل مختلف عن الآخرين ، وتشعر أن اسمك بأمان في فمه”
وأن اسمك مازال مشردا بلا “فم” يؤويه !
وأن كل المساءات باردة
وقلوب الناس أبرد ،
وأن التفاصيل الصغيرة تفقد مذاقها حين لا نجد من نتقاسمها معه ، وكيف تصبح أجمل النكات باهتة حين تضحك لوحدك !
وتذكرينني بحديث الرسول ،
الدنيا المتاع
والمرأة الصالحة !
وتخوفينني من السفر لوحدي .. دون متاع
لأنني سأبكي كثيرا ،
قبل أن تشربني الليالي ، ويأكلني البرد !
فأخبرك أن أكبر أخطائك
أنك جميلة
وتنسين التفاصيل
وأكبر خطاياي
أني قبيح ،
وذاكرتي قاسية !
وأني أصدق الرسول ،
لكني لا أصدقك !
ولا يعجبك هذا العري
وتطلبين مني أن أكون أكثر تهذيبا ، وأرتدي ملابس بني إسرائيل قبل أن أتحدث معك في المرة القادمة !
أعتذر منك ،
وأقوم بدعوتك إلى أمسية مترفة في مطعم إيطالي
وحين تحضرين أسحب المقعد كي تجلسين – تماما كما يفعل أي عاشق غربي –
أطفئ أضواء المكان
وأشعل وردتين .. وديوان
وأحدثك عن المرأة التي تتذوق القهوة قبل أن تقدمها لزوجها عند الصباح كي تتأكد من مذاقها الطيب ،
فكتبت لجاراتها تعريفا للحب على فنجان قهوة !
وأنكِ سكري .. وفناجيني !
وأن من أراد الكتابة عن عينيك
فعليه أن يتقاسم محبرته مع جميع الشعراء
وأن يبكي .. يبكي كثيرا !
يربكك هذا البوح ،
ويبتسم في وجنتيك طفل أخبروه فجأة أن العطلة الصيفية قد بدأت ولم يعد مضطرا للذهاب إلى المدرسة !
تطلبين مني البقاء
وأخبرك أن قلبي مضيف جوي ،
كي يعمل يجب أن يسافر !
وأنسى أو ربما تناسيت أن أخبرك ..
أنه فقط لو كانت تنورة الحب أطول قليلا
وكنت – أنا – أفضل كثيرا
وبذاكرة طيبة
وأكثر تسامحا
لتقاسمت معك نكتة ،
وتذوقت فنجان القهوة قبل أن أقدمه لكِ !
وأحدثك عن “سالفة” عازفة الغيتار
تلك التي باعت نيون إعلان تجاري .. واشترت الشمس !
رفضت “نفخ” شفاهـها ،
فلا فائدة من الكذب ما دامت المرايا تعرف الحقيقة !
والمرايا دائما تبقى بعد أن تنتهي الحفلة وينفض الضيوف !
تلك التي غنت لكل شيء
الحمام الذي يحط على قرميد المباني
أطفال الشوارع
التلوث
ورفضت الغناء عن الـحب ..!
تلك التي قالت لهم :
“لا شيء يغري بالمعرفة مثل الموت”
والموت الحقيقة الوحيدة التي لم يجدوا ثيابا على مقاسها وما زالت عارية !
وأحدثك عن الموت ..
عن إسرائيل حين حضره الموت ومن حوله بنيه
وكيف أنني لم أكن هناك ،
لكنني آمنت بما آمن به بنيه
إلهه وإله آبائه إبراهيم وإسماعيل وإسحاق
إله واحدا وأنا له من المسلمين
وكفرت بالدنيا
وطول الأمل
وعيونك !
.
.
.
ولا يعجبك هذا العري !!
وما زالت الحقيقة تأتيني عارية ..
وأُلبسها كلام
وأضع لها مكيـاج
وأبيعها للناس !
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق