صوموا ... لرؤية الصليب الأحمر !
” الساخر كوم ”
حين تكتب ..
لا تخرج الأرض قثاءها وفومها وعدسـها
حين تكتب ..
لا تنبت أحرفك في أضلعي دواءً وخبزا
أيها الواقف بين حتفي وحتفي
يلعنك كل عرق بي ما زال ينبض !
أيها المتخم بالزحاف والعلل ..
اغرب عن “موتي” ..
فكل حرف يقلك .. وكل قافية ( تضلك ) !
ارحل ..
يلعنك ذلي وهواني
على الأوباش
ولـصوص الصليب الأحمر !
كذبوا علي وقالوا أن “رمضان” على الأبواب، وكل ما علي فعله هو أن أعدو مسرعا لأستقبله !
لم يكن أمام بابي إلا العتبة
حاوية القمامة
وأشجار جاري !
غريب أمر جاري ..
لون باب منزله “فاتح” لكنه كقلبه دائما مـغلق !
يا باب جاري لو تعلم
حدثني رفيف الأغصان والعتبة، أن “رمضان” لا يتسكع في الطرقات ولا ينتظر على الأبواب، وأن من أراده فـليغسل قلبه .. فليـغسله جيدا !
وحين كنا صغارا قالوا لـنا أننا نصوم رمضان كي نشعر بالفقراء والمساكين ونعلم كم الجوع قاس وشرير !
ولكنهم لم يخبرونا ..
لـماذا إذن يصوم الفقراء ؟!
حين كبرنا لم يقولوا لنا شيئا لأننا أصبحنا نسمع بأعيننا فتعلمنا أننا ننتظر رمضان من أجل طاش ما طاش والفيمتو، وأشياء أخرى كثيرة ليس من بينها الفقراء !
لا أشاهد طاش ما طاش والحمد لله أن الجهل بالقصبي والسدحان لا يخرج من الملة، فكل ما أعرفه أن إمام مسجدنا يدعو عليهما بشكل صادق، وإمام مسجدنا لم يسبق له الدعاء على أمريكا أو إسرائيل أو أي دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة !!
لا أعرف إن كان طاش ما طاش وحوارييه أخطر من أمريكا وإسرائيل، لكنني أعلم أنني لا أشاهده لذلك سيكون لدي كثير من وقت الفراغ، خاصة لم أشاهد التلفاز منذ شهور كافية لتغلق قنوات ويقص الشيطان أشرطة الافتتاح لأخرى كثر، ولأن يستغرب صاحبي بقائي على الحياة كل هذه الفترة دون تلفاز !
أعتذر من صاحبي لأنني ما زلت أتنفس ، ولـم أمت لأنني ودون سبب واضح توقفت عن مشاهدة التلفاز، وأعده أنني سأحاول أن أبحث عن رمضان هذا العام بشكل جدي، فلقد ثبت لي علميا أن رمضان لا يتواجد في روتانا ولا على الـ M.B.C 2 !!
أعلم أن بحثي لا يعنيك وأن حديثي ممل وتافه كيوم السبت، لكني فقط كنت أحاول أن أشركك معي كي نحاول أن نعرف ..
بماذا كان هذا الطفل السوداني يتبتل حين كان الموت يأكله جوعا وضعفا ؟!
لماذا يخيل إلى أنه ..
كان يدعو عليك .. وعلي !
حين تتناول إفطارك ..
ابذل جهدا وحاول أن تتذكر أن الجوع قاتل، وكم هو موحش ومؤلم أن يأكلك الموت قطعة قطعة وعلى مهل وليس سوى ..
نسر ينتظر على جذع شجرة أن يأكلك الجوع، كي يشبع ويحيا هو !
وصحفي حقير وكافر .. ينتصر للكاميرا ويموت الإنسان بداخله !
وأعدك أنني سأحاول أن أتذكر !
سيقول السذج والأغبياء منكم أنني طيب وإنساني
وسـيعلم “الراسخون في الذنب”..
أنني فقط ما زلت أبحث عن “رمضان” في قباب المساجد
وفي كفوف المحرومين .. كي أعود كما ولدتني أمي !
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق