المشاركات

سفر الخروج : العشاء الأخير !!

” الساخر كوم ” لن أذهب هذا اليوم .. سأتصل وأخبرهم بذلك ! كلا ، لن أتصل ! فأنا لست مسئولا عن الأرقام السرية لسلاح نووي ! يجب أن أتوقف عن إعطاء الأمر كل هذه الأهمية ! فقط عد إلى النوم وتأكد أن هذا العالم سيستمر تماما كما لو كنت مستيقظا ! وأنك لن تصلب لغيابك عن العمل دون عذر ! كانت هذه الأفكار التي تراودني وأنا على سريري ، بعد أن أيقظني أسوء وأقبح شيء في غرفتي .. المنبه ! ومثل ما ينتهي دوما هذا الحوار الغبي بيني وبيني ، ارتديت ملابسي ، ووضعت من العطور ما يكفي لكي أحتل أنوف الآخرين ! وأدرت محرك السيارة ، وجلست أحدق في بيوت شارعنا التي ليست مضطرة للذهاب إلى العمل .. ! حتى رأيتها تخرج ! مرتبكة ، خائفة من شيء ما لا تعرفه ، لكنها تشعر به ! قدمها بالكاد تلمس الأرض ، كأنها تخشى من البلل ! تخطو خطوة ، ثم تعيد النظر إلى هناك .. إلى الباب الموارب ، حيث الكف التي تشير إليها بالتقدم لأنه لا بد من ذلك ! كانت خطوتها الصغيرة تقص شريطا جديدا من أشرطة العمر! وضعت قدمها على عتبة الحافلة ، وكانت اللحظة الفاصلة بين كل الأشياء التي تعرفها ، وبين العالم الجديد ..! حيث الوجوه والأسماء التي ليس من بينها وجه الج

كلام موزون على "بحر" غزة / نسخة للخليل !!

” الساخر كوم ” .. أنا أيضا لدي مشاركة ، آملا أن تحوز على رضاكم أدبيا .. وغزاويا ! دوزنة .. وتر خامس “حيل” مشدود لحن تراثي لكن .. توزيعه جديد كورس .. وريشة عـود ! مبروك علينا وعليكم ، غزة .. أصبحت مسابقة فنية !! . . . صارت غزة مُناسَبة مُناسِبة للابتعاد عن اللون العاطفي والذاتي ، والكتابة قليلا عن الوجع الإنساني والدم المراق ، وفرصة أجمل للحصول على دراسات نقدية جادة تحدد مكامن الخلل في النص، بانتظار غزة أخرى ونص جديد ! أمسية شعرية لـشعراء المواسم “وحزن المناسبات”، يحصلون في نهايتها على درع تذكاري تم تصميمه خصيصا لهذه المناسبة ! حزننا موسمي وانتقائي ، حزننا كذاب يرتفع ويهبط على مزاج قناة الجزيرة ! حزننا بائس لا يقيم صلب قلوبنا ! وكان الفضيل بن عياض رحمه الله يقول : “لكل شيء زكاة ، وزكاة القلب الحزن” والفضيل كان قاطع طريق ، ثم تاب وقاطع كل الدروب إلا الصراط المستقيم ! كان صادقا في حزنه ، حزينا في صدقه فأبكى هارون الرشيد حتى كادت تفيض نفسه ! ولو أننا تبنا وسلكنا الصراط ، ودفعنا زكاة قلوبنا حزنا وصدقا لأبكينا الملوك ، ولم نكن بحاجة للخروج في مظاهرة منظمة يحرق فيها علم مصر ، ويشتم حسني مبار

عيد ميلاد بأثر رجعي !!

” الساخر كوم ” في أهدابي غيمة ، تُبرق منذ عام وأكثر .. ولا تمـطر !! وفي كفوفي سنابل قمح يَبُست .. قبل أن يلثِمها منجل ! في السماء باب سُلَّم … ونجمة ! وفي الأرض عتمة ملوك وعمائم !! وكلما كشفت لي اللغة عن ساق وهمست : ” هيت لك “ صاح فيني من بين الورق والدفاتر صوت ابن عساكر ” لحوم العلماء مسمومة “ فـأقول – رحم الله بن عساكر – كان في زمنه علم وعلماء ! والعلم حي ، لكن العلماء هاجروا .. إلى الــ m.b.c ! والــ m.b.c وطن يرحل إليه العلماء الذين تعبوا من حمل الحقيقة ، طلبا للاستجمام الفكري ! فالحقيقة متعبة وثقيلة ، ناءت بها الجغرافيا وحملها التاريخ ! والتاريخ حصان هرم ، مات كل المقاتلين الذين أحبهم وانتهى به المطاف في إسطبل قذر يحارب فيه الذباب وإمعانا في قتله .. جعلوه مزارا للصغار في عطلهم المدرسية ، يصورون بجانبه ويطعمونه قطعا من السكر ! وقد توقف عن الاحتفال بعيد ميلاده منذ عصور لأنه لم يعد يجد شمعا يكفي لذلك ! وأنا ابن الجغرافيا البار .. أمتلك بطاقة وجواز سفر ويملكني ملك ، ومفتي .. وعلم ! يحدني من الشمال ويحدني من الجنوب .. !! أنا ابن الجغرافيا البار وأريد أن احتفل بعيد ميلادي ، حسب الشر

الكلام "الذي" يـموت !!

” الساخر كوم ” العشب أبجدية المطر في دفتر الأرض ، الغيمة محبرة أنهكها جفاء الصيف فجاءت تبوح على “سطر/ صدر” الشتاء ! تهتز الأشجار ، كيهود يرتلون التوراة أمام حائط المبكى فـتهتز في صدري “سدرة” وتهاجر عـصافير !! ولأنني أردت أن يبقى شيء مني بعد أن أرحل … كتبت ! ولأنني لم أكن صادقا بما يكفي ما زلت حيا ، وكل الذي كتبته مات !! وتنسكب محبرة الليل على ورق صدري وتمطر عيناي عطشا ويزهر على “أهداب” قلبي كلام ، ويذبل على أعتاب الحنجرة ! فــأكتب على هامش العمر والدفتر : ” إن الحياة هي في الحقل الممتد ما بين القلب والحنجرة ، وكل ما سوى ذلك هشيم ومقبرة !! “ ( حنجرتي صحراء لم تطأها خفاف العيس ولا وجدوا لها ذكرا في كُتب الرحالة ، وقلبي قصيدة سقطت من ديوان شاعر أندلسي ) وما زال في صدري كلام ، بعضه جديد وأكثره من أعوام ! والكلام ينبت في القلب ، والقلم جسر بين القلب والناس ونحن حين نكتب نفتح لهم صدورنا ، فيعبرون على أقلامنا إلى “دكاكين” أعمارنا ويقومون “بالتبضع” والــشراء ! وحين يخرجون يتحدثون عن الإضاءة ، ونظافة البلاط ! وحين أكتب ، ينكسر في السّاعد عظم فـيستقيم في القلب وزن .. واستعارة ! وحين أكتب أعرف

حب على مقاس بني إسرائيل !

” الساخر كوم ” أؤكد له لم يرحل أحد ليس للغياب أثر باختصار أبله .. ليس للحزن “طاري”! لكنني أشعر بأنني حزين حتى العظم وأن كل الكلام ، غير كافي لوصف حنين شرفة أو وحدة وحزن كرسي ! فيخبرني أن حزني وجودي وغربتي كونية فأخبره أنه لم يكن بحاجة لكل هذا الصدق كي يؤذيني وأعلم أن حديثي عن “الإيمان” مجرد كذب .. ورياء ! كان بنو إسرائيل في تيههم حين اشتكوا لنبيهم موسى أن ملابسهم أصبحت أقصر فسأل الله لهم ، فأصبحت ملابسهم تطول معهم خلع بني إسرائيل تيههم وأصبح لهم وطن وما زال كذبنا وتيهنا يكبر معنا كملابس بني إسرائيل ! وفي أساطير الإغريق أن الحقيقة جاءت عارية فحث الناس في وجها التراب ، وطلبو منها أن ترتدي ثيابها ولم نكتفِ بما فعل الإغريق ، فألبسنا الحقيقة نقاب وقفازات وطلبنا منها أن تقر في بيتها ! وتغويك الحقيقة مثل جميع الناس فتحدثينني عن الحب .. عن ذلك الطفل الانجليزي الذي قال : “الحب هو حين ينطق أحدهم اسمك بشكل مختلف عن الآخرين ، وتشعر أن اسمك بأمان في فمه” وأن اسمك مازال مشردا بلا “فم” يؤويه ! وأن كل المساءات باردة وقلوب الناس أبرد ، وأن التفاصيل الصغيرة تفقد مذاقها حين لا نجد من نتقاسمها معه ، وك

"رحلة" .. الشتاء والصيف !

” الساخر كوم ” كل القلوب مغلولة إلى أعناقها .. سيكون هذا الشتاء باردا وموحشا ، صحيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ولكنه دون خبز يموت ! دلسوا علي في جلسة سمر فـبعتهم المعوذتين بقصيدتين مستعملتين من سوق عكاظ ، أصبحت بدون جدار أمني ، فأخذت تتلاعب بي الشياطين وتخوفني من الليل والشتاء ! وأنا لا ألوم الشياطين ولا ألوم الشتاء ، وأذكر أنه كان لدي كلام لأقوله فنسيته ، لكنه لم ينساني ! تعلقت بطرف ثوبه حرف عطف “وتسول” رجوته أن ينساني ، أو أذكره فأخبرني .. ” أن ما تحت الكعبين في النار” فطلبت منه أن .. ( يكتب مرثية في المواقد فـكيف نُشعل أغصان الكلام والحروف مبتلة ؟ ) نــعم .. أنــا ذلك الرجل الذي وقع معهم اتفاقية “الدفء مقابل الغذاء” وحصل مقابل ذلك على رغيف “وولاعة” وحين عاد إلى غرفته وجد على الوسادة علامة استفهام : ( الدروب التي توصلنا لمنازلنا ، من يوصلها لمنازلها ؟ ) فخرج هائما على حزنه يبحث .. من أين تنبع الدروب ؟ وأين ينتهي فيها المصب ؟ وما لذي يمكن عمله كي لا تذبل الخطى بعد أن تجف ضفاف “الشوارع” ؟! نــعم .. أنا ذلك الرجل الذي نادى في الناس ، وحين اجتمعوا من حوله وأراد أن يحدثهم عن رحلتي

مرحبا .. أنا اسمي محمد !

” الساخر كوم ” اسمي محمد – هكذا أخبروني – وأنا لا أصدقهم ، ولا شيء يدفعني لتكذيبهم الأمر لا يعنيني .. فأنا دائما معي ، ولا أحتاج أن أناديني ! ثم إن “الأسامي كلام شو خص الكلام” ، أو كما قالت فيروز ! وفيروز عجوز نصرانية تؤمن أن لله ولدا صلبه ليخلص الناس من خطيئة أبيهم الأولى وهي تحب الرسول بولس وتوما المتشكك ، ولا يعني لها شيئا الصديق ولا عمر ! ونحن نستمع لها ونسميها “صوت الصباح” ، والقرآن صوت العشر الأواخر من رمضان ! وحين أحدث الناس بمثل هذا يقرعونني ويسخرون .. من أعرابي غليظ ما زالت إبل جده ترعى في “نفود” صدره ، يستمتع بخلع “أتيكيته” كل ما اشترت المدينة علبة مكياج جديدة ، ويرى في”نزول” المطر قيمة وأهمية أكثر من “طلوع” البورصة ! أخبروني أن الموسيقى غذاء الروح ، ترنيمة الكون .. حدثوني عن الحق ، الخير، والجمال الذي ليست له عقيدة ولا يعترف بحدود فالعصافير ليس لديها جوازات سفر، ويطرب لها البوذي واليهودي وأهل مكة ! أهدوني روايات أحلام مستغانمي وجابرييل ماركيز … وطلبوا مني أن أقرأ قصائد نزار ومحمود درويش ثلاث مرات عند الصباح وعند المساء ! وأن أشتري حذاء من ” ALDO” وقميصا من “ZARA ” ..! قالوا